|
توافقت آراء السعودية الرسمية مع توقعات الخبراء بأن هبوط الأسعار الحالية مؤقت وأن الأسعار ستعود لمستويات المئة دولار مع دخول فصل الشتاء، ويشير المختصون في شؤون النفط لـ"العربية.نت" إلى أن الهواجس بشأن انخفاض الأسعار لمستويات متدنية، بسبب اضطرابات الإنتاج في عدد من الدول والتي تمر بظروف أمنية إضافة إلى تراجع الطلب، وارتفاع الإنتاج للنفط الصخري ليست واقعية، وذلك بسبب حرص المنتجين على استقرار السوق، والمحافظة على أساسياته، واعتبر مختصون في عالم النفط تحدثوا لـ"العربية.نت" أن تقلبات الأسعار الحالية دون سقف المئة دولار لا تقلق الدول المنتجة فالأسعار بمستوياتها الحالية مستقرة، كما أن الوضع الأمني المضطرب في دول كليبيا والعراق وسوريا، ونيجيريا بات تحت سيطرة صدمات السوق".
في هذا الصدد يؤكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول في حديث له أمس في الرياض أن السعودية لا يهمها انخفاض الأسعار لأيام أو أسابيع بل يهمها استقرار السوق لفترة طويلة ".
وقال" بالنسبة إلى منتج ومصدر رئيس للبترول كالسعودية، من مصلحتها في الأجل الطويل استقرار السوق، فإن التقلبات اليومية، والأسبوعية أو حتى الشهرية، غير مهمة ولا تتعدى أن تكون مصدر ضوضاء حول اتجاه ثابت".
ولا يتوقع الأمير عبدالعزيز انخفاض الأسعار دون المئة دولار، ويشير بقوله "إلى أن الرؤساء التنفيذيين أعلنوا صراحة عن اعتماد سعر 100 دولار للبرميل كمستوى سعر تعادل للنفقات مقابل العوائد، وأشاروا إلى أن اقتراب الأسعار من 100 دولار للبرميل، أصبح مصدر قلق مقارنة بالسنوات القليلة الماضية، حينما كانت تلك الأسعار تشكل مصدر ارتياح.
وقال "إن البعض يتوقع احتمال توجه السوق البترولية نحو صدمة في أسعار البترول، واصفين الوضع الراهن بأنه شديد الشبه بالفترة 1981-1986، التي بلغت ذروتها بانهيار شديد في أسعار البترول عام 1986، وقد أسهم تطوير موارد الزيت الصخري في الولايات المتحدة إلى حد كبير في هذا التحول في الرؤى".
وأضاف "أن سوق البترول تحتاج إلى سعر مرتفع لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، خصوصاً مع زيادة الإنتاج من مصادر جديدة وأكثر صعوبة مثل الزيوت الرملية والصخرية والبحرية، والزيوت المستخرجة من تحت طبقات الملح في المياه العميقة جداً، حيث إن هذه المصادر الجديدة للبترول تساعد على وضع حد أدنى لأسعار البترول في الأجل الطويل".
وبحسب مختصين سألتهم "العربية.نت" فإن حديث الأمير عبدالعزيز بن سلمان يؤكد على أن رؤية المملكة لسوق النفط هي رؤية طويلة الأمد، وليست وقتية، فاضطراب الأسعار لفترة ليست مؤشرات مقلقة، لأن الاستراتيجية البعيدة المدى لا تتأثر بالتقلبات، فضلا عن ذلك أن الأمير كشف أن السعودية متمسكة بسعر المئة دولار وهي ترى فيه سعرا معقولا في الفترة الحالية ".
في هذا الصدد يشير الخبراء إلى أن سوق النفط ما زال متماسكا بالرغم من أن السوق تفاجأ من ارتفاع مخزونات النفط الأميركي، والسبب هو أن المصافي داخل الولايات المتحدة رفعت معدل التكرير في الأسابيع الماضية مما زاد من الضغوط على الأسعار، ويؤكد الخبراء "أن السوق الآن متشبعة بل متخمة بالنفط المخزن في آسيا وأميركا إضافة إلى النفط المخزن في السفن، وهو ما يعرف بالتخزين "العائم" حيث يلجأ تجار النفط إلى هذا الأسلوب، لأن تكاليف التخزين ليست عالية، ولأن أغلب الدول تبيع النفط الآن بسعر منخفض، ولهذا من الأفضل اللجوء إلى التخزين إضافة إلى أن المصافي ستأخذ النفط بسعر أرخص اليوم لتبدأ تخزينه للشتاء كما وقد يلجأ بعض التجار إلى التخزين على أمل البيع بسعر أعلى.
ويتوقع الخبراء أن التوجه إلى التخزين المرتفع للنفط معناه أن السوق يتوقع ارتفاع الأسعار في الأشهر القادمة. هذه التوقعات كلها تزيد من وتيرة ارتفاع الأسعار لا انخفاضها لكن اضطراب السوق حاليا مرده إلى ضعف الطلب في الربع الثالث بسبب دخول المصافي في عمليات الصيانة الشتوية. فالطلب على نفط أوبك بات ضعيفا حاليا بسبب ارتفاع المخزونات في الوقت ذاته فإن دول أوبك لا يوجد لديها نيه لخفض الإنتاج، لأن أسعار تحميل النفط لأكتوبر قد صدرت بالكامل والكل أعطى تخفيضات وهو ما يعني أنهم يريدون زيادة المبيعات ما نراه اليوم من خفض الإنتاج هو خفض قسري لا خفض اختياري عموماً والأسعار الآن ليست قلقه ولكنها ستظل متذبذبة، بسبب تردي الأوضاع الأمنية والعمليات في ليبيا والعراق وإغلاق حقل الشرارة الليبي يدعم الأسعار.
من جانب آخر استبعد الخبراء تراجع الأسعار دون 60 دولارا بالرغم من التهويش السياسي بفرض عقوبات على روسيا، حيث لا توجد توقعات تدعمه من الطاقة الدولية أو أوبك أو المصارف العالمية، وفي أسوء الظروف قد يعود برنت إلى مستويات التسعين دولارا، أما بالنسبة لخام غرب تكساس فإنه من المستبعد أن يتجه لأقل من 90 دولارا، حيث إن الطلب على النفط في أميركا مرتفع، باستمرار وهناك طاقة تكرير إضافية ستدخل السوق في الربع الرابع من العام الحالي.
|
|
|