Tweet

صورة وشكل من أشكال الإدمان ربما يكون قريباً جدا منا فى بيتنا أو عملنا، وهو إدمان الطعام الذى يعتبر أحد الاضطرابات السلوكية التى غالبا ما يكون وراءها سبب نفسى أو عضوى، إنها حالة من الشره والنهم للأكل بشكل غير طبيعى، يقوم خلالها الإنسان بأكل كميات كبيرة جدا من الطعام وبسرعة كبيرة وعلى فترات متقاربة مع عدم الإحساس بالشبع برغم امتلاء المعدة, مع شعور بالاستثارة واللهفة الشديدة على الطعام بمجرد سماع اسمه أو رؤيته أو حتى شم رائحته وعدم القدرة على السيطرة على التنفس أو التوقف عن تناول هذا الطعام، حتى وإن كنا نعلم أن هذا الطعام يسبب أضرارا بالغة لنا كبعض أنواع الطعام والشراب لدى مرضى السكر على سبيل المثال، هذا ما أوضحه الدكتور محمد رمضان المعالج النفسى.

وأضاف إذا كنت قد وصلت لهذه المرحلة فأنت مدمن طعام أو كما نطلق عليه أيضاً (الشره المرضى للطعام)، وقد تكون هذه الحالة بشكل مستمر أو قد تكون على شكل نوبات متقطعة من الشره والفجع فى تناول الطعام.

ويشير إلى أن تناول الطعام فى الأساس، هو عملية هامة وضرورية لبناء الجسم والحصول على الطاقة والحيوية وإمداده بما يحتاجه من مواد ضرورية فى العمليات الحيوية، كالبروتين والفيتامينات والأملاح المعدنية والمعادن, ولبناء وتكوين الجسم لدى الصغار فى مرحلة الطفولة..هذه هى الصورة الإيجابية لتناول الطعام.

أما فى حالة إدمان الطعام فالأمر يختلف فيصبح تناول المزيد من الطعام هنا نقمة لا نعمة, وتدمير لا بناء, وضرر لا فائدة, حيث يؤدى للعديد من الأمراض العضوية والنفسية على السواء، فيؤدى إدمان الطعام إلى السمنة، والتى هى السبب الرئيسى فى حدوث العديد من الأمراض العضوية المختلفة كأمراض القلب، و الكبد، والسكر، والضغط، وأمراض الغدد، و ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم, ولين العظام وهشاشتها لعدم قدرتها لتحمل الزيادة الكبيرة فى الوزن وتراكم الدهون فى الجسم، وخاصة فى منطقة البطن والأرداف، مما يؤدى لمشاكل أخرى عديدة كظهور الكرش والترهلات التأثير على القدرة الجنسية والقدرة على الإنجاب بالسلب، نظرا لزيادة الوزن وتراكم الدهون حول منطقة البطن لدى الرجال وحول منطقة الرحم والمبايض لدى الإناث, وتشوه شكل الجلد لتمدده بشكل غير مناسب، هذا بالإضافة للعديد من الأمراض العضوية الأخرى.

مضيفا "ناهيك عن الحالة النفسية السيئة التى تنتاب مدمنى الطعام، والتى قد توصلهم للعديد من الاضطرابات والأمراض النفسية كالقلق والتوتر والخجل المرضى نتيجة تغير شكل الجسم وعدم القدرة على المشى والحركة مثل السابق، وحالة الاستهزاء والسخرية التى يتعرض لهل الشخص البدين، وخاصة الأطفال فى المدرسة والنادى والشارع مم يكون له أسوأ الأثر على نفسية الطفل".

وأشار "د.محمد" إلى بعض الأسباب التى تؤدى لإدمان الطعام والسمنة، فمنها وجود بعض الخلل الهرمونى أو وجود اضطرابات فى الغدد الصماء وبخاصة الغدة الدرقية, أو بعض السلوكيات والعادات الغذائية المرتبطة بالثقافة كبعض الأكلات المعينة التى ترتبط بأعياد أو مواسم او مناسبات محددة, أيضا التعرض لبعض الضغوط والمشاكل قد يؤدى للهروب فى تناول الطعام, كما أن الأشخاص الذين قد مروا ببرامج رجيم قوية تعرضوا فيها للحرمان لمدد طويلة من أنواع الطعام تكون الانتكاسة لديهم شديدة بعد ذلك، ولذا لا ننصح باتباع برامج قاسية جدا..كما أن الوحدة والفراغ والخجل والانطواء تعد من الأسباب المؤدية لإدمان الطعام من أجل الهروب وتفريغ الشحنات النفسية.