|
في أول جولة خارجية له عقب توليه منصبه, يبدأ الرئيس المصري محمد مرسي زيارة له اليوم للمملكة العربية السعودية.
ويلتقي مرسي خلال الزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، كما يقوم بأداء مناسك العمرة.
وتأتي هذه الزيارة - بحسب السفير أحمد بن عبد العزيز القطان سفير السعودية في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية - بعد أن تسلم الرئيس مرسي رسالة من خادم الحرمين الشريفين تتضمن دعوته لزيارة المملكة العربية السعودية.
وقال قطان: "زيارة الرئيس المصري للمملكة ستسهم في تدعيم العلاقات بين البلدين والقيادتين"، مؤكدًا أنه من المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة زيادة في حجم الاستثمارات السعودية في مصر، لافتًا إلى أنه لا يمكن حصر العلاقات السعودية - المصرية فقط في موضوع التعاون الاقتصادي بين البلدين، مؤكدًا أن "العلاقات بين البلدين أكبر من هذا بكثير", وفقًا لليوم السابع.
وكشف وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أن الملفات والقضايا العربية ستتصدر أجندة القمة السعودية المصرية التي ستعقد بين الرئيس محمد مرسي وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها.
وشدد عمرو على الأهمية القصوى التي تمثلها زيارة الرئيس محمد مرسي التي سيقوم بها إلى السعودية؛ كونها الأولى له بعد تقلده منصب الرئاسة.
وقال وزير الخارجية: إن اختيار الرئيس مرسي لزيارة السعودية لتكون أول محطاته وجولاته الخارجية تؤكد مدى خصوصية العلاقات بين القيادتين والشعبين الشقيقين، وتعكس اهتمام القاهرة وحرصها على تبادل وجهات النظر والتنسيق والتشاور فيما بينهما حيال ما تمر به المنطقة ومناقشة المستجدات في الشرق الأوسط لما تمثله مصر والسعودية من ثقل سياسي كبير في المحيط العربي والدولي.
وأوضح أن الاتصالات والتنسيق بين البلدين لم يتوقف ويشهد خطًّا ساخنًا، مدللاً باتصالاته مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية لبحث المستجدات على الساحة العربية وخاصة الأزمة السورية.
واعتبر أن زيارة الرئيس المصري تؤكد هذه الحقيقة وعمق العلاقات التي تربط بين البلدين ليس على مستوى القيادتين فحسب، بل بين الشعبين الذين تربطهما علاقات تاريخية على مر العصور.
وقال محمد كامل عمرو: إنه من هذا المنطلق تأتي زيارة الرئيس المصري إلى السعودية في توقيت مهم للغاية لتؤكد مدى اهتمامه بالتشاور مع الأشقاء، وتبادل وجهات النظر مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حيال كافة الملفات الساخنة والأوضاع التي تمر بها منطقتنا.
وأشار إلى أن القمة السعودية المصرية لا تقتصر عند جدول أعمال محدد، وأنها غالبًا ما تكون مفتوحة لتشمل كل الموضوعات التي تهم البلدين سواء على صعيد العلاقات الثنائية المتميزة، ومنحها المزيد من الزخم والتطور، أو على صعيد الأوضاع العربية والإقليمية وفي جوهرها القضية الفلسطينية والأوضاع المتدهورة في سوريا.
وأكدت صحيفة سعودية أن الإدارة الجديدة في مصر ترى في المملكة العربية السعودية شريكًا إستراتيجيًّا هامًّا.
وذكرت صحيفة "الشرق" السعودية أن اختيار الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي للسعودية كأولى محطاته الخارجية بعد انتخابه يحمل عدة رسائل؛ بعضها يتعلق بالروابط المصرية السعودية، وبعضها الآخر يتعلق بالحسابات السياسية في المنطقة.
وتأتي تلبية الدكتور مرسي دعوة خادم الحرمين الشريفين لزيارة السعودية - كما تقول الصحيفة - كمؤشر إيجابي مفاده أن الإدارة المصرية الجديدة ترى في المملكة العربية السعودية شريكًا إستراتيجيًّا على الصعيد السياسي، وركيزة أساسية في خارطة العلاقات الخارجية لمصر على الصعيدين العربي والإسلامي، وهو ما أتى مخالِفًا لتوقعات من اعتقدوا أن وصول أحد قيادات تيار الإسلام السياسي إلى سدة الحكم في مصر سيكون كفيلاً بتوتير العلاقات بين الرياض والقاهرة، متناسين أن ما بين العاصمتين اللتين تقودان هذه المنطقة من الصلات في مختلف المجالات ما سيحول دون وقوع هذا الجفاء.
وأعربت "الشرق" عن اعتقادها بأن هذه الزيارة المرتقبة - التي تُعد الأولى لمرسي منذ انتخابه - كذَّبت ادعاءات وسائل إعلام حاولت الوقيعة بين مصر ودول الخليج، وبثت يوم تسمية رئيس مصر أنباءً مفادها أن مرسي لن يزور السعودية قريبًا، وهو ما ثبت عدم صحته.
وتابعت أن اختيار مرسي للسعودية كأولى وجهاته الخارجية يشكل - وفق هذه المعطيات - ضربةً سياسية لسعي البعض إلى التأثير سلبًا على العلاقات المصرية الخليجية ومحاولاتها المستمرة لاستقطاب السياسيين المصريين وإيجاد موطئ قدمٍ لها في القاهرة.
وتتوقع الصحيفة أن تشهد الزيارة تأكيدًا مصريًّا مفاده أن أمن الخليج خط أحمر لدى القاهرة، وهي قناعة بدت واضحة في تصريحات مرسي التي قال فيها: إن أمن مصر مرتبطٌ بالخليج، وإعلانه في خطابه الأول في ميدان التحرير أن الثورات لا تُصدَّر، واختتمت بالقول: إن اللقاء المرتقب بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري سيكون مقدمة لتعميق العلاقات بين البلدين، خصوصًا في مجال التجارة والاستثمار، بما يخدم مصالحهما ويعزز تنسيقهما المشترك.
|
|
|