إعلان نصى هنا   Online Quran Classes   إعلان نصى هنا  
           
2016-04-06 10:05
لوبي في تركيا يجهز طوق نجاة لحزب العمال الكردستاني


حذر الكاتب والمحلل السياسي إسماعيل ياشا من لوبي داخل تركيا يجهز طوق نجاة لحزب العمال الكردستاني.
وقال ياشا في مقال نشرته صحيفة "عربي 21" إن الحكومة التركية جلست على طاولة المفاوضات لمدة طويلة مع ممثلي حزب العمال الكردستاني في إطار عملية السلام الداخلي التي أطلقت من أجل إنهاء الصراع الدموي الذي يستنزف البلاد، والتزمت بما تم الاتفاق عليه في تلك المفاوضات، إلا أنها اكتشفت في نهاية المطاف أن المنظمة الإرهابية كانت تستغل الأجواء الهادئة لتخزين الأسلحة في المدن ويستعد لما بعد إنهاء وقف إطلاق النار.
وأضاف الكاتب: رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان حين اكتشف النية المبيتة التي يخفيها حزب العمال الكردستاني ومحاولة تدويل القضية من خلال اقتراح تشكيل هيئة متابعة مستقلة تضم شخصيات من خارج تركيا، غيَّر موقفه من عملية السلام الداخلي وذكر أن اللقاء الذي جمع وزراء من الحكومة التركية مع ممثلي حزب الشعوب الديمقراطي في قصر دولما باهتشه كان خاطئا، مؤكدا أن الاستخبارات التركية تراقب سير الخطوات المتعلقة بعملية السلام الداخلي وبالتالي لا حاجة لهيئة متابعة مستقلة.
وتابع: إن موقف أردوغان هذا من عملية السلام الداخلي قوبل آنذاك بانتقادات من أطراف مؤيدة لجهود المصالحة مع حزب العمال الكردستاني، إلا أن التطورات وعودة المنظمة الإرهابية إلى القتال ضد قوات الأمن التركية أثبتت أن رئيس الجمهورية كان محقا في تبني موقف حازم من محاولات استغلال المفاوضات لتعزيز نفوذ حزب العمال الكردستاني سياسيا وعسكريا.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، بعد زيارة قام بها يوم الجمعة الماضي لمدينة ديار بكر، أدلى بتصريحات قال فيها إن "الأوضاع إن عادت إلى ما كانت عليها في أيار/ مايو 2013 وسحب حزب العمال الكردستاني عناصره المسلحة إلى خارج الأراضي التركية يمكن الحديث حول كل شيء".
وأوضح أن هذه التصريحات تم تفسيرها بشكل خاطئ يؤدي إلى الاعتقاد بأن الحكومة التركية مستعدة للجلوس مع حزب العمال الكردستاني مرة أخرى على طاولة المفاوضات في الظروف الراهنة، ما دفع داود أوغلو إلى التشديد في كلمته أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، على مواصلة مكافحة الإرهاب وعدم العودة إلى المفاوضات مع المنظمة الإرهابية.

وأشار إسماعيل ياشا إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي برئاسة صلاح الدين دميرتاش يناشد الحكومة التركية منذ فترة إلى إحياء عملية السلام الداخلي والعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الاشتباكات الدائرة بين عناصر حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن التركية، ولكن هذه المناشدات التي يطلقها حزب الشعوب الديمقراطي متجاهلا ما تقوم به المنظمة الإرهابية من هجمات، لا أحد يلتفت إليها من جانب الحكومة التركية التي تعتبرها مجرد مناورة لإنقاذ حزب العمال الكردستاني من المأزق الذي دخله بعد إنهاء وقف إطلاق النار.
وشدد على أن هناك لوبيا في تركيا دفع الحكومة التركية إلى السكوت على تجاوزات حزب العمال الكردستاني لمدة طويلة بحجة الحفاظ على حالة وقف إطلاق النار وعدم تعكير الأجواء الهادئة التي خلقتها عملية السلام الداخلي. ويسعى اللوبي نفسه هذه الأيام إلى إقناع الحكومة التركية بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني لإنهاء الاشتباكات، ولكن خطوة من هذا القبيل في ظل التأييد الشعبي الواسع لمكافحة الإرهاب ودون أن يعلن حزب العمال الكردستاني إلقاء السلاح وسحب عناصره من الأراضي التركية تعتبر طوق نجاة للمنظمة الإرهابية وفرصة ثمينة لتتنفس وتستعيد قوتها التي فقدتها خلال العمليات الأمنية الأخيرة وخيانة لدماء الشهداء.


 



خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google




قريبا

         
                     
    اعلان نصى هنا Online Quran Classes   اعلان نصى هنا