Tweet

رأى رئيس تحرير جريدة المصريون "جمال سلطان" أن قرار إقالة محافظ الشرقية رضا عبدالسلام كان غرائبيا ومدهشا وأدى إلى حالة غضب شديد في المحافظة ، على المستوى الشعبي وعلى المستوى البرلماني أيضا.
وقال سلطان فى مقال له بجريدة المصريون بعنوان " أزمة عزل محافظ الشرقية ودلالتها": إن المحافظ له شعبية كبيرة في الشرقية ، رغم قصر المدة التي قضاها ، عشرة أشهر فقط ، واشتُهر هناك بالانحياز للفقراء و"الغلابة" ، وكان حريصا على توسيع دائرة العمل بين أدوات الدولة ومؤسساتها وأجهزتها بالمحافظة مما ساعده على إنجاز عدة خطوات معقولة ، منها استعادة أراضي للدولة ووقف حالات فساد على نطاق كبير وفرض سلطة القانون والتنظيم على "كبار القوم" بعاصمة المحافظة مدينة الزقازيق ، حيث يتردد أن هذه هي الأسباب الجوهرية لإقالته.
وأضاف أن الأمر الآخر الغرائبي في موضوع إقالته ، أنه المحافظ الوحيد الذي حرص وزير التنمية المحلية أحمد زكي بدر على أن يتصل به هاتفيا قبل حركة المحافظين بعدة أيام ليخبره بأنه مقال من منصبه ويطلب منه أن يبقى في بيته ولا يذهب إلى مكتبه بالمحافظة حتى صدور حركة المحافظين الجديدة ، وهذا تصرف غير مسبوق ، وعادة لا يحدث إلا في حالات الخطر الداهم على الدولة والصراع على السلطة في أعلى مستوياتها واحتمالات الانقلاب على النظام أو تنفيذ انقلاب ، فيتم اتخاذ مثل هذه الخطوات ، وهو أمر غير متصور في موضوع محافظ ، فما هي الضرورات التي استدعت إقالته بتلك الصورة ، هو وحده ، دون أن ينتظر لمدة يومين أو ثلاثة ستصدر فيهم حركة التغييرات بشكل عادي.
وتابع أن الإقالة رسالة لمن يأتي بعده أن لا يصطدم مع "الحيتان" إذا أراد البقاء في منصبه ، كما اعتبروا طريقة إقالته عودة إلى أيام مبارك ونظامه ، والحقيقة أن أيام مبارك كانت الأمور أعقل من ذلك وأكثر حكمة وذكاءا .
وأشار إلي أن متابعة تفاصيل المشهد السياسي والإداري في مصر تشعر أن الدولة تدار الآن "بخلق ضيق" كما يقولون ، وأن التوتر والشك والوساوس هي الحاكمة للقرارات ، كبيرها وصغيرها سواء ، وأن الحكمة وبعد النظر أصبحت صعبة المنال في قرارات الدولة المصرية هذه الأيام .