|
كشفت مصادر دبلوماسية إيرانية، أن طهران بصدد إعلان وشيك لتفعيل معاهدة الدفاع المشترك مع نظام بشار الأسد السوري، واصفة هذا القرار في حال تطبيقه بـ"التاريخي".
وقال الملحق الثقافي في سفارة طهران في الجزائر، أمير موسوي، في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام، أمس الخميس، إن "قرارات مماثلة قد تدعم الاستراتيجية الإيرانية العامة في كل من لبنان والعراق، وتجعل من محور المقاومة في وضع أفضل لمواجهة امتداد حركات التطرف والإرهاب".
ويذهب مراقبون إلى أنه "في حال فعّلت إيران تلك المعاهدة، فإن ذلك يعني أن الفترة القادمة ستشهد تشغيل جسر جوي بين طهران ودمشق، لنقل آلاف الجنود والمعدات العسكرية إلى سوريا، بهدف إنقاذ نظام الأسد من السقوط".
ويلفت المراقبون إلى أن تلك "ستكون المرة الأولى التي تشارك فيها إيران بشكل مباشر وعلني في الحرب السورية، بعد أن ركزت طوال الأعوام الأخيرة على التدخل غير المباشر عبر حزب الله اللبناني، أو عبر إيفاد مرشدين عسكريين تابعين للحرس الثوري، أو مقاتلين شيعة من دول مختلفة، منها أفغانستان وباكستان والعراق، داعمة إياهم بالمال والسلاح والتدريب".
ومنذ إندلاع الحرب السورية مطلع 2011، بحثت القيادة الإيرانية إمكانية تفعيل معاهدة الدفاع المشترك مع سوريا، لكنها قالت في أكثر من مناسبة إن الجانب السوري لم يطلب ذلك.
وكانت وزارة الدفاع الإيرانية وقعت في يونيو 2006 اتفاقا عسكريا مع نظيرتها السورية، بهدف "تعزيز التعاون المتبادل، والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة"، طبقا لنص الاتفاق.
لكن في أواخر عام 2009، وقع وزير الدفاع السوري ونظيره الإيراني على مذكرة تفاهم للدفاع المشترك والشؤون العسكرية. وتشمل المعاهدة بندا ينص على أن "الهجوم على سوريا هو بمثابة هجوم على إيران".
وتتضمن معاهدة الدفاع المشترك بين طهران ودمشق، بندا يتيح لإيران إرسال جيوشها النظامية إلى سوريا للدفاع عنها ضد أي تدخل عسكري أيا كانت الجهة التي تقف وراءه.
ويُنسب لوزير الدفاع الإيراني السابق، أحمد وحيدي، قوله عام 2012، إن “اتفاقية الدفاع المشترك بين بلاده وسوريا لا تزال قائمة وسارية المفعول، لكن دمشق لم تتقدم بأي طلب يتعلق بهذه الاتفاقية”. ووقتها كانت طهران تعتبر أن النظام السوري قادر على مواجهة المعارضة ولا يحتاج إلى تدخلها.
وتأتي تصريحات موسوي في ظل الأنباء المتواترة عن خسائر فادحة يتعرض لها الجيش السوري وقوات حزب الله التي تقاتل إلى جواره، وبالتزامن مع تقارير عن وجود قرابة سبعة آلاف مقاتل إيراني وعراقي حول دمشق بهدف حماية المدينة.
وكان قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أكد في وقت سابق أن “هناك مفاجأة يحضر لها الإيرانيون مع نظام الأسد”.
ونقلت وسائل إعلام عن سليماني الذي وصل الأربعاء الماضي إلى سوريا، أن “العالم سيشهد تطورات مفاجئة، وأن طهران تعد لذلك مع القادة العسكريين السوريين، وأن تلك المفاجأة ستقلب الموازين”.
ويشير مراقبون إلى أنه "في حال كانت تلك المفاجأة تتعلق بتفعيل معاهدة الدفاع المشترك، فإنه من المنتظر أن تعلن طهران أن تدخلها جاء بناء على طلب من الرئيس السوري، لتحاكي بذلك تحرك قوات درع الخليج عام 2011 بناء على طلب مملكة البحرين، وكذلك قوات التحالف العربي التي بدأت عملية عاصفة الحزم في 26 مارس الماضي، بناء على طلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي".
|
|
|