|
أوضحت صحيفة "العرب" اللندنية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم ينجح في إزالة الشكوك تماما من نفوس قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذين التقى بهم أمس في منتجع كامب ديفيد، والسبب أن باراك أوباما لم يحسم أمره تجاه نقطة الخلاف الرئيسية بين الطرفين، أي إيران وما يتعلق بملفها النووي ودورها الإقليمي.
وأشارت الصحيفة، في تقرير لها اليوم الجمعة، إلى تصريحات نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي بن رودس الذي قال إن الرئيس باراك أوباما أطلع زعماء من دول الخليج العربية الخميس على الجهود الدولية التي تبذل للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
وأضاف رودس أن الولايات المتحدة سترحب بدعم دول الخليج للاتفاق الذي يشعر كثير من الزعماء العرب بالقلق من أن يمكن إيران من العمل بطرق تقوض الاستقرار في المنطقة.
وردا على سؤال بشأن احتمالات حدوث سباق تسلح نووي قال رودس إن أيا من دول الخليج التي تحضر القمة لم تعط مؤشرا على أنها تسعى لبرنامج نووي يمكن أن يثير القلق.
وكشفت الصحيفة إن القمة لم تحقق ما كان يريد بعض الزعماء الخليجيين بإمضاء اتفاقية رسمية للدفاع، وانتهت على إعلان أكثر تواضعا بشأن نظم متكاملة للدفاع الصاروخي بالصواريخ الباليستية وتيسير وصول الأسلحة وزيادة المناورات العسكرية المشتركة، وفق ما أشار إلى ذلك مسؤولون أميركيون.
وأعلن البيت الأبيض أن هناك طلبات من شركائنا من دول الخليج للمساعدة في بناء قدرات دفاعية مثل الأمن الالكتروني والبحري وأمن الحدود.
وناقش أوباما والزعماء الخليجيون من جهة ثانية استراتيجية حول الملف السوري وسط تأكيدات بأن البيت الابيض منفتح على خيارات إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وبينها فرض منطقة حظر جوي كما تطالب بذلك المعارضة السورية والدول الإقليمية الداعمة لها.
ويتمسك أوباما ومساعدوه برؤيتهم التي تتضمن ضرورة تغيير موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط لصالح إيران تزامنا مع اقتراب الموعد المحدد في 30 يونيو المقبل للتوصل إلى اتفاق نهائي حول ملفها النووي.
وتثير هذه الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة مخاوف حلفائها العرب.
ويقول السيناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي “رؤيتهم (البيت الأبيض) لمستقبل إيران تختلف جذريا عن رؤية العرب له”.
ودفع هذا التباعد في وجهات النظر إلى إعادة تأكيد السعودية على أنها ستسعى إلى امتلاك أسلحة نووية إذا ما سمح اتفاق 30 يونيو لإيران بذلك.
ويصف محللون موقف أوباما من القلق الخليجي بمن يضع عصابة على عينيه، وأنه لا يبدو مستعدا للتراجع عن خطته لرفع العقوبات الاقتصادية عن إيران حتى وإن مثل ذلك خطرا على المصالح الأميركية.
ويتصور مساعدو أوباما أن هذه الطريقة هي الأنسب لتمهيد الطريق أمام حكومة أكثر اعتدالا في طهران.
لكن محللين غربيين يقولون إن هذه النظرة داخل الإدارة الأميركية من الممكن أن تعصف بتحالفات الولايات المتحدة طويلة الأمد مع دول مجلس التعاون الخليجي.
|
|
|