|
دعا خطباء ودعاة بأشهر مساجد مصر، إلى المقاطعة الاقتصادية للدول التي ظهرت فيها رسوم وأفلام "مسيئة" للرسول محمد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، خلال خطب الجمعة اليوم.
فقد انتقد السيد متولي خطيب الجامع الأزهر ردود الأفعال "القولية" التي قام بها المسلمون في الرد على "الإساءات" للرسول، مشددًا على أن محبة الرسول "تقتضي أن نقتدي به في كل شيء، حتى في التعامل مع من يسيئون له حتى يعلم العالم أخلاقه صلى الله عليه وسلم".
وأضاف أن حب المسلمين للرسول "لو كان صادقًا لعرفه الناس؛ فينبغي أن تعبر المحبة من دائرة الألفاظ إلى دائرة الأعمال فنسير على نهج رسول الله"، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء.
كما أكد الشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم، أن أساليب الاحتجاج العنيفة سواء بالقتل أو بالحرق لن تساهم في وقف الإساءة للرسول الكريم، كما لم تساهم في وقف تلك الإساءات من قبل، مشيرا إلى أن هدف الفيلم المسئ هو إحداث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر، للمطالبة بتقسيم مصر إلى دولتين، أو اتخاذ ذلك ذريعة للتدخل الأجنبي وفرض الوصاية الأجنبية على مصر.
ودعا إلى جلوس المسيحيين والمسلمين سويا وحل خلافاتهم عبر الحوار الهادئ، ومساهمة رجال الأعمال في إنتاج أفلام سينمائية لتعريف الغرب بالرسول الكريم وسيرته الحسنة، مشيرًا إلى أن السيرة النبوية المطهرة بها من المواقف ما يصلح لإنتاج العشرات من الأفلام السينمائية، كذلك دعا شاهين نشطاء الإنترنت إلى إنتاج أفلام قصيرة باللغات الأجنبية وبثها عبر اليوتيوب.
ومن جانبه، شدد خطيب مسجد "المنتصر" التابع للجمعية الشرعية على أن نصرة الرسول تتطلب ثلاثة أمور؛ أولها تفعيل القرآن والسنة في حياة المسلمين، والمقاطعة الاقتصادية للدول التي تسمح بـ"الإساءة" للرسول والإسلام، وتحقيق النهضة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
وطالب الخطيب الحكام بإظهار قوة أكبر في رفض الإساءات للرسول، مشيرا إلى ما قام به السلطان عبد الحميد الثاني عندما أرادت فرنسا إنتاج مسرحية "مسيئة" للرسول؛ حيث قام بجمع سفراء الدول الغربية، وهددهم باستخدام القوة إذا ما تم عرض هذه المسرحية، فتراجعت فرنسا عن تلك المسرحية، حسب قوله.
أما الشيخ أحمد المحلاوي خطيب مسجد القائد إبراهيم، في مدينة الإسكندرية، فقد دعا لتحويل أزمة الرسوم المسيئة للرسول "من محنة إلى منحة من خلال تعريفهم بالدين الحقيقي بدلا من أن يأخذوه من الكافرين"، وقال: "إن مسئولية ما حدث من التطاول علي الرسول الكريم لا تقع عليهم وحدهم، ولكن نحن المسلمون أيضا مسئولون عما حدث".
وكانت صحيفة "تشارلي إبدو" الأسبوعية الفرنسية الساخرة نشرت الأربعاء الماضي رسومًا كاريكاتورية مسيئة للرسول، وذلك بعد أقل من أسبوعين من تفجر الاحتجاجات في أرجاء العالم الإسلامي ضد الفيلم المسئ الذي أنتجه بعض أقباط المهجر، وقد قررت فرنسا إغلاق سفاراتها ومدارسها في نحو 20 دولة اليوم الجمعة؛ تحسبًا لتطور الاحتجاجات إلى صدامات ومحاولات اقتحام.
|
|
|