إعلان نصى هنا   Online Quran Classes   إعلان نصى هنا  
           
2014-11-13 10:30
التوريث الخاطيء للقبلة.. جهل أم إهمال في الدين


تدور أسئلة كثيرة في عقول المسلمين عن الحكمة من وضع قبلة للصلاة نحو البيت الحرام، ولماذا لا يصلى المسلمون في أى اتجاه حتى لا يحتارون إلى أي اتجاه ستكون القبلة الصحيحة.

علماء الدين أكدوا أن اتجاه القبلة أساس لصحة الصلاة، لكن في حالة صلاة الفرد في اتجاه قبلة ثم ثبت بعدها بسنوات أنه خاطئ فلا ذنب عليه، لكن تحاسب في هذا الأمر اللجنة الهندسية في الأوقاف، فعلى الرغم من مرور ما يزيد على 1400 عام من تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام فإن رواد مسجد صدر الدين القاضى بأسيوط ظلوا ما يقرب من 270 سنة وهم يصلون في الاتجاه الخاطئ، ولا يزالون يبحثون عن اتجاه قبلتهم منذ إنشاء المسجد.

ويقول الدكتور محمود عاشور وكيل الأزهر السابق إن ربنا عز وجل وضع الكعبة المشرفة كأول بيت وضع للناس حتى نكون فى جهة واحدة ودين واحد ورسولنا واحد فقال تعالى فى كتابه: «إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين (96) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا.

واستشهد بقول الله عز وجل للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ «قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره»، مشيرا إلى من صلى فى اتجاه قبلة خاطئ دون قصد فصلاته مقبولة إن شاء الله.

الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين جامعة أسيوط أكد أن أول من أخبر عن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو عبدالله بن زيد بن عبدربه، وقال له يا رسول الله رأيت كذا وكذا فى المنام، فقال له قم إلى بلال وألقها فهو أندى منك صوتا ـ صدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.

وأضاف: إن الحكمة من اتجاه الناس للبيت الحرام لأنه أعظم بيوت الله البيت الحرام فهو أول من وضع للناس على الأرض لعبادة الله عز وجل كما قال تعالى: «إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا»، من أجل هذا وضع الله سبحانه وتعالى قبلة المسلمين تجاه البيت الحرام، مضيفا إن من فضائل القبلة كما ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخسروا الله في ذمته رواه البخاري.

وأشار إلى أن هناك لجنة هندسية في وزارة الأوقاف هي المسئولة عن اتجاه القبلة الصحيح في المساجد، وهى من تحاسب في حال صلاة الناس خطأ، ومن دخل المسجد أحد من الناس وصلى في اتجاه القبلة التى يصلى عليها الناس فصلاته صحيحة، مشيرا إلى أنه فى حال عدم معرفة القبلة يجتهد الفرد ويصلى وإن شاء الله صلاته صحيحة.

الداعية الاسلامى الشيخ الشافعى محمد إمام بالأوقاف قال إن الحكمة في وضع قبلة للمسلمين قد تكون علامة على وحدتهم إله واحد ونبى واحد وقبلة واحدة ولا يشترط أن نعرف العلة لكل الأحكام، وإنما نحن مأمورون بعبادة الله كما أمر عرفنا العلة والحكمة أم لم نعرف صدقا لقوله تعالى: «إنما كان قول المؤمنون إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا».
وأشار إلى أنه على المسلم أن يتحرى عن القبلة ويبحث عنها ويسأل المقيمين في المنطقة قبل أن يصلى لأن الاتجاه للقبلة شرط لصحة الصلاة فإن عجز عن ذلك صلى فإن تبين خطأه أعاد صلاة الفريضة دون النافلة.

وقال الشيخ جمعة محمد على خطيب التحرير إن النبي صلى الله عليه وسلم ـ كان يريد أن يخالف المشركين واليهود في اتجاه القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام وكان دائما ينظر للسماء يريد هذا الطلب فقال تعالى: «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شرط المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره»، مشيرا إلى أن الله عز وجل كان يعلم بما فى نية النبى وتأذيه من الصلاة فى اتجاه نفس القبلة التى كانوا يصلون بها اليهود لكن ربنا عز وجل كان له وقت معين فى تغيير اتجاه القبلة نحو البيت الحرام.

وأضاف جمعة: إن توحيد القبلة لتوحيد صف المسلمين وتوحيد العبادة، لذلك اليهود يحسدون المسلمين على صلاة الجماعة فى اتجاه واحد قال تعالى: «سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها قبل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم، فربنا عز وجل جعل للمسلمين قبلة بعيدا عن أى تشبه بالآخرين.

ولفت إلى أن أى خطأ فى اتجاه القبلة سواء فى أى قرية سواء أسيوط أو غيرها اللجنة الهندسية فى وزارة الأوقاف هى من تتحمل وزر خطأ اتجاه القبلة لكل السنوات الماضية التى صلى فيها الناس خطأ، موضحا أن صلاة الناس بدون علم صحيحة لان من شروط صحة الصلاة استقبال القبلة وهناك آية تقول: «فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم»، مضيفا إن هؤلاء من صلوا تجاه قبلة خاطئ لهذه الفترة البعيدة صلاتهم صحيحة.

ويقول الشيخ محمد جودة داعية ومفتش وزارة الأوقاف إن لكل أمة من الأمم وجهة فى صلاتها، والقبلة ليست ركنا فى الدين كتوحيد الله تعالى والإيمان بالبعث والجزاء، فإبراهيم وإسماعيل كانا يوليان الكعبة، وكان بنو إسرائيل يستقبلون صخرة بيت المقدس، وترك النصارى ذلك الى استقبال المشرق، وكان الأنبياء المتقدمون يستقبلون جهات أخرى، ولما كان الأمر من الله لنبيه أن يتجه إلى بيت المقدس وكان نفوس المسلمين متعلقة بالبيت الحرام، وكان النبي ومن معه يولون وجوههم إلى بيت المقدس من خلف الكعبة فكانت الكعبة وبيت المقدس قبلة لهم معا حتى هاجر النبى إلى المدينة فشق عليه ذلك فكان يقلب وجهه فى السماء داعيا ربه أن يولى وجهه الى البيت الحرام فكان التحويل المعلوم والحدث المشهور وهو تحويل القبلة.


 



خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google




قريبا

         
                     
    اعلان نصى هنا Online Quran Classes   اعلان نصى هنا