Tweet

في مجتمعاتنا الشرقية، نربي أطفالنا الذكور على أن "الرجل ما بيعيطش"، رغم عدم وجود علاقة بين البكاء والرجولة، فيفسره كثير من الناس باعتباره علامة على الضعف، رغم أنه تصرف طبيعي يخفف من وطأة مشاعرنا المكبوتة، وهو ما يفسر شعورنا بالراحة بعده.

فكيف تشعر حيال البكاء؟ هل من السهل عليك أن تبكي؟ أم تعتبر هذا أمرا صعبا وتقاومه؟ هل تتقبل فكرة أن تبكي أمام الآخرين؟ هل تحكم على نفسك أو على الآخرين عند القيام بذلك؟

اقرأ هذا الموضوع، فربما يغير فكرتك عن البكاء.

قد تنظر إلى البكاء باعتباره ضعفا تلوم نفسك عليه، وتصر على احتجاز دموعك مهما مررت بأزمات ومشكلات، الأمر الذي يحمل أعصابك فوق طاقتها، ويجعلك على حافة الانفجار لأتفه الأسباب، ولكن صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية تقول لك أن تتوقف عن هذه المكابرة التي لا تعود عليك إلا بالضرر، ولتبدأ في الاستجابة لدموعك إذا ما تعرضت لموقف يستحق، فإن للدموع فوائد عديدة يجب أن تعرفها:

• تحسين المزاج

مهما كانت نظرة بعض المجتمعات له، فالبكاء جيد لصحتنا الجسدية والعاطفية، والأبحاث الطبية تشير إلى أن الدموع قد تكون وسيلة لغسل الهرمونات السلبية، وإزالة المواد السامة من الجسم، بالإضافة إلى الفائدة النفسية، حيث ترفع من حالتنا المزاجية، وتساعدنا على التعامل مع المواقف المؤلمة.

• تقليل الإجهاد

يُعتقد أن البكاء يساعد في تقليل الإجهاد، بما له من تأثير ضار على صحتنا، والمرتبط بعدد من المشكلات الصحية مثل أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني، والبدانة.

ووفقا لدراسة أجراها الدكتور ويليام فري الثاني، العامل بالكيمياء الحيوية في مؤسسة "سانت بول رامزي" الطبية بولاية مينيسوتا الأمريكية، فإن البكاء قد يساعد في غسل المواد الكيميائية المرتبطة بالإجهاد من أجسامنا، وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نشعر بتحسن كبير بعد البكاء.

• التواصل

تتساقط الأقنعة الاجتماعية المصطنعة عند البكاء، ويصبح الشخص غير متكلف، وعلى طبيعته تماما، مما يعزز من تواصله مع الآخرين. فالدموع لديها وسيلة لتحطيم الحواجز النفسية والعاطفية، والبكاء يميل إلى أن يشكل نوعا من التوازن الداخلي، لأنه مهما كانت الظروف والأوضاع، أو الإجهاد الذي نواجهه، فالدموع هي وسيلتنا لتحويل الأشياء وتغييرها بطريقة جميلة ومتواضعة.

• البكاء أفضل من الأدوية

أشارت دراسة أجريت في جامعة فلوريدا، أن البكاء أكثر فعالية من أي دواء للاكتئاب في السوق، فقد وجدوا أن 88.8٪ من الذين يبكون شعروا بتحسن في مزاجهم، مقابل 8.4% شعروا بشعور أسوأ بعد بكائهم.

• القرنية

القرنية هي النسيج الامامي للعين وعن طريقها تدخل أشعة الضوء الى العين، ويوجد في القرنية عدد كبير من الألياف العصبية الحسية التي تنقل المعلومات الحسية الى جذع الدماغ, الذي تخرج منه الاعصاب الواصلة الى غدد الدموع والى الجفون،ولذلك، القرنية السليمة تحتاج الى الإفراز المستمر للدموع.