Tweet

كيف يمكن للإنسان أن ينأى بنفسه عن جو التعاطى ومناخ الإدمان، وكيف يمكنه أن يبتعد عن التفاصيل الصغيرة التى تعيده إلى مناخ الإدمان والتعاطى مرة أخرى، وهو يجهلها أو لا ينتبه لها؟.

يؤكد الدكتور عبد الرحمن حماد، طبيب النفسية والعصبية ورئيس وحدة الإدمان بمستشفى العباسية للصحة النفسية، أهمية أن يكون لدى الإنسان المتعافى أو حتى الخائف من الإدمان الرغبة الحقيقية الكاملة للبعد عن هذا الخطر الداهم.

ويوضح "حماد"، أنه يجب عليك أولا الابتعاد عن الأشخاص والأشياء والأماكن المتعلقة بالإدمان، ولا ينبغى الاقتراب منها أو الحوم حولها، فهى تفاصيل صغيرة لا تنتبه لها، ولكنها تؤثر بشدة وتكون عاملاً للضغط المبرح على أعصابك ونفسيتك للتعاطى، أو العودة إلى الإدمان، فالابتعاد وتجنب مقابلة الأشخاص و"الشلة" التى اعتدت أن تراهم يتعاطون المخدرات بأنواعها – حتى وإن كان شخصاً واحداً فى الشلة بكاملها - فالاقتراب منهم خطير والتواجد معهم بشكل كبير يجعلك رغماً عنك تتقلص قدراتك لرفض العادات الخاطئة والغير صحية.

وأضاف "حماد"، أن هذه الممارسات الخاطئة، حال التغاضى عنها، قد تجعلك ترى الخطأ صواباً، لذا عليك البعد عن تلك الأماكن والأشخاص والجلوس مع أشخاص غير معتادى التعاطى، أو اكتساب أصدقاء جدد، أو الجلوس مع الإخوة والعائلة، وإذا كنت متعافيا من الإدمان فابتعد عن "الأماكن" التى تعتبر علامة فى عقلك للتعاطى، وكنت تعتاد التعاطى فيها، مثل بعض المقاهى والكافيهات، فهى تظل عالقة فى الذهن بصورتها الذهنية المشوهة لا يمكنك تغييرها.

وشدد "حماد" على ضرورة تجنب حتى "الشوارع" التى يوجد بها محلات الخمور، ولا ينبغى الاقتراب منها، بل يجب القيام بتغيير خريطة السير مع اتخاذ طرق جديدة وتجربتها حتى تغير نمط حياتك بالكامل، واستبدال هذه الأماكن والبؤر بأماكن يصعب التعاطى فيها، كالمنزل والأماكن العامة والأماكن التى تمنع التدخين، واستبدل القهوة بالمطعم لصعوبة التدخين بداخله، ابتعد عن الأشياء والأدوات التى تذكر بالتعاطى أو تساعد عليه باختصار البعد عن المثيرات.