Tweet

أثار قرار اليونسكو بإدراج البلدة القديمة والحرم الابراهيم في مدينة الخليل، على قائمتها للتراث العالمي، ردود أفعال فلسطينية مرحبة بالقرار، باعتبار القرار انتصارا دبلوماسيا هاماً، بينما اثار القرار سخطاً كبيراً عند المسؤولين الإسرائيليين، الذين شنوا هجوما عنيفا على المنظمة التابعة للأمم المتحدة، ووصفوها بالمعادية للسامية.

وصوتت اليونسكو بأغلبية 12 صوتا مقابل ثلاثة، وامتناع ستة عن التصويت، على إدراج مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، التي يعيش فيها مئتا ألف فلسطيني مقابل بضع مئات من المستوطنين الاسرائيليين على لائحة التراث العالمي.

وتعقيبا على نجاح التصويت، قال رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة:" إن العالم انتصر للحق، وهو ما يؤكد أن الحقيقة الفلسطينية استطاعت أن تطمس كل الأكاذيب التي كانت إسرائيل تسوقها للعالم".

وأكد أبو سنينة أن "هذا الانتصار مقدمة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية كاملتها السيادة وعاصمتها القدس الحرة".

واعتبر رئيس البلدية أن القرار "بمثابة أولى خطوات العمل من أجل الحفاظ على تراثنا ومقدساتنا وحماية مدننا (مدينة إبراهيم الخليل عليه السلام)".

ولفت أبو سنينة إلى أن هذا القرار "تأكيد على إرثنا التاريخي والإنساني في الخليل العتيقة والحرم الابراهيمي الشريف واعتبارها تحت حماية منظمات الأمم المتحدة"، مطالبا "بتوفير الحماية الدولية" لتلك المواقع.

وأضاف أنه "أصبح واضحاً لدى حكومة الاحتلال أن عليها الرضوخ لقرارات المؤسسات الدولية والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وإيقاف كل انتهاكتها وأي ردات فعل بحق مدينة الخليل وبلدتها القديمة".

وعلى إثر هذا القرار، من المتوقع أن تشكل اليونسكو لجنة دولية تطالب بالحقوق الفلسطينية في الخليل، الوحفاظ عليها من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه الذين حولوا حياة سكان البلدة القديمة إلى جحيم.

بدوره قال رئيس الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، الشاعر مراد السوداني، والذي كان مطلعاً على تفاصيل التصويت على ادراج البلدة القديمة في الخليل والحرم الإبراهيمي على لائحة التراث العالمي لليونسكو إن "الأمر لم يكن سهلا على الإطلاق، بسبب الضغط الكبير الذي مارسته إسرائيل، وحليفتها الولايات المتحدة على الدول الأعضاء في المنظمة من أجل إلغاء التصويت، أو تأجيله على الأقل".

وأضاف السوداني أن بعثة فلسطين في اليونسكو بذلت جهوداً جبارة بالتعاون مع وزارتي الخارجية والسياحة، وبلدية الخليل من أجل إقرار التصويت، وانتزاع قرار بإدراج الخليل على قائمة التراث العالمي للمنظمة الدولية.

وأوضح السوداني أن فلسطين استطاعت أن تقنع كل الحاضرين بالتصويت لصالحها، رغم كل المحاولات والخدع الإسرائيلية لحرف الأنظار عن الموضوع، والتي كان آخرها ما قام به المبعوث الإسرائيلي في اليونسكو، بالتلميح إلى علاقة الفلسطينيين بالهولوكوست، ولكن محاولاته باءت في الفشل، بعدما تصدت له مبعوثة كوبا. واصفاً المحاولات الإسرائيلية بالابتزاز السياسي الرخيص.

ووصف السوداني الانجاز الذي تحقق في اليونسكو بالانتصار الرابع لفلسطين في المنظمة الدولية، بعد النجاح في ادراج المسجد الأقصى ومدينة بيت لحم، وقرية بتير على لائحة التراث العالمي.