إعلان نصى هنا   Online Quran Classes   إعلان نصى هنا  
           
2016-12-03 09:49
الصين على خط الأزمة اليمنية.. دبلوماسية حيادية لاعتبارات سياسية


عقد وفد أنصار الله برئاسة ناطقها الرسمي، محمد عبد السلام، وعضوية مهدي المشاط وحمزة الحوثي، مباحثات مع عدد من المسؤولين الصينيين في العاصمة بكين، وفي مقدمتهم مدير عام دائرة شؤون غرب آسيا وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الصينية، دنغ لي، الذي أقام مأدبة عشاء على شرف الوفد.
تناولت المباحثات عددًا من المواضيع والقضايا ذات العلاقة، خاصة ما يمر به اليمن من ظروف صعبة خلال المرحلة الراهنة، حيث تم التطرق إلى الجوانب الإنسانية والعسكرية والسياسية في هذا الشأن، وفي مقدمتها المسار التفاوضي والمستجدات والتطورات التي يمر بها مؤخرًا، كما عرض الوفد الوضع الإنساني والسياسي ومسار المشاورات منذ لحظاتها الأولى، وما رافقها من تعقيدات وإرهاصات وتحولات، وصولًا إلى اتفاق مسقط وخارطة الأمم المتحدة التي قدمها مبعوثها الخاص إلى اليمن، ومواقف دول العدوان التصعيدية على المستويين الإنساني والاقتصادي، وأكدت مصادر مواكبة للمفاوضات، أن اللقاءات والمباحثات كانت إيجابية ومثمرة، وكان اللقاء وديًا وإيجابيًا للغاية.
وعبر وفد أنصار الله عن شكره للقيادة الصينية على ما تبديه من اهتمام ملحوظ بالاستقرار في اليمن وتعزيز العلاقات الثنائية وتحسين علاقاتها بالشعب اليمني بكل مكوناته وفئاته، وكذلك بشعوب المنطقة العربية والإسلامية من خلال سياستها التنموية والاقتصادية بعيدًا عن الأجندة العسكرية والهيمنة وفرض النفوذ والتدخل في شؤون بلدان المنطقة.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تدخل فيها بكين على خط الأزمة اليمينية وسيطا سياسيا ذات ثقل كبير في المنطقة، فسبق أن استضافت الصين المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي طار إلى الصين في 10 نوفمبر الماضي، بعد أن اخفق في تحقيق أي اختراق لإقناع الحكومة اليمنية بقبول خطته الأخيرة للسلام في اليمن، وتعثرت محاولاته في لقاء الرئيس اليمني المستقيل، عبد ربه منصور هادي، وحكومته للتشاور حول خطته الأممية للسلام، حيث غادر حينها العاصمة السعودية الرياض ليصل إلى العاصمة الصينية بكين في محاولة لإقناع مسؤوليها بدعم خطته الأممية.
الاستراتيجية الصينية في الأزمة اليمنية
منذ بداية الأزمة اليمنية، سارعت بعض الدول في إظهار مواقف داعمة لخطوة شن السعودية عدوان على اليمن، وكان أبرزها الدول الخليجية ماعدا عمان التي اتخذت موقفًا محايدً لم يكن جديدا على سياساتها الدبلوماسية الخارجية، وفي المقابل أظهرت العديد من الدول رفضها القاطع لعملية “عاصفة الحزم” التي شنتها السعودية على اليمن، وكان أبرزها إيران وروسيا، وبين مؤيد ومعارض، ظلت بعض الدول تحاول اتخاذ موقفًا محايدًا من الأزمة، على رأسها الصين، حيث تتخذ بكين موقفًا حذرًا وتدرس جيدًا جميع أبعاد قراراتها السياسية المتعلقة باليمن قبل اتخاذها، نظرًا لحساسية موقفها في الأزمة لما تملكه من مصالح استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، تحاول الحفاظ عليها قدر المستطاع، ما يجعلها لا تنخرط في دعم أو تأييد أي من أطراف الصراع اليمني.
الاستراتيجية الصينية ظهرت جليًا في القرارات التي اتخذتها أو تصريحاتها التي قالتها منذ بداية الأزمة في اليمن، حيث سبق وصوتت لدعم قرار حظر بيع الأسلحة لجماعة أنصار الله وحلفائها، كما دعت السعودية مرارًا إلى وقف غاراتها وقصفها على اليمن، وحثت على بذل جهود حقيقية لوقف إطلاق النار وحل الأزمة بالطرق السلمية، فقد كرر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، دعوة بلاده جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار، ودعوة الأمم المتحدة إلى لعب دور قيادي في حلِّ الصراع من خلال المفاوضات السياسية.
ورغم أن بكين حرصت على عدم البوح أو إظهار دعمها لأي من الأطراف المتنازعة، وأن يكون تدخلها في الأزمة قاصرًا على لعب دور وسيط السلام، وهو موقف مقبول من جميع الأطراف نظرًا لحياديتها، إلا أنها أظهرت مرارًا إدانتها لممارسات المملكة السعودية في اليمن، ففي 18 إبريل الماضي، قالت وزارة الخارجية الصينية إن الرئيس الصيني، شي جينبينغ، أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، ليُعرب عن مخاوف الصين من الأزمة في اليمن، ويحث على حل الصراع عبر الوسائل السياسية.
في يونيو عام 2015، عبرت الصين عن قلقها البالغ لتدهور الوضع في اليمن، وحثت جميع الأطراف على وقف القتال وحل النزاع من خلال المحادثات، وأكدت استعدادها لبذل ما بوسعها للمساعدة، وقال السفير الصيني لدى اليمن، تيان تشي، أثناء مؤتمر بالهاتف مع مبعوث الأمم المتحدة إلي اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد: تشعر الصين بقلق بالغ لاستمرار الاضطرابات في اليمن وتدهور الوضع الإنساني، وأضاف “تيان” أن بكين تأمل بتحقيق وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن وأن تنفذ جميع الأطراف قرارات الأمم المتحدة وتسعى إلى حل سياسي.
وتتشابه الدبلوماسية السياسية الخارجية الصينية مع نظيرتها الباكستانية إلى حدًا كبير، حيث يربط الطرفان علاقات كبيرة وقوية بكل أطراف الأزمة اليمنية، سواء إيران أو السعودية، الأمر الذي يجعل مواقفهما أقرب إلى الحياد حفاظًا على مصالحهما في الشرق الأوسط، فالصين تملك مصالح في اليمن تعود إلى عقود مضت، حين ساعدت بكين في تطوير البنية التحتية لليمن في الخمسينيات، كما تملك الصين 14 مشروعًا في اليمن يعمل فيها نحو 460 عاملًا وتتركز في مجالات استخراج النفط والاتصالات والإنشاءات والطرق والجسور ومزارع الأسماك، وأعلنت بكين في عام 2013 عن قرض بقيمة 507 مليون دولار للإسهام في تطوير ميناء عدن، كما أن موقع اليمن المطل على خليج عدن يجعلها استراتيجية بالنسبة للصين.
في ذات الإطار، فإن اليمن تعتبر مصدر مهم للنفط بالنسبة للصين، حيث يوفر النفط اليمني الطاقة للاقتصاد الصيني المزدهر، وخلال الأزمة اليمنية لم تتوقف شحنات النفط من صنعاء إلى بكين، بل ارتفعت بنسبة 315 % خلال أول شهرين من العام 2015، مقارنةً بنفس الفترة من العام 2014، وقد تواردت أنباء منذ فترة عن أن الصينيين التقوا بالحوثيين المسيطرين على العاصمة صنعاء لمناقشة الشراكة الاقتصادية بينهما.


 



خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google




قريبا

         
                     
    اعلان نصى هنا Online Quran Classes   اعلان نصى هنا