Tweet

انتقد القيادي البارز في حركة النهضة التونسية، عبد الحميد الجلاصي بشدة ما أسماه "الإغراق السياسي" الذي يمارسه حزب نداء تونس، شريك حركته في الحكم، معتبرا تكليف رئيس الحكومة يوسف الشاهد على رأس "النداء" والتغيير الجزئي للمحافظين الأخير والذي شهد تعيين مجموعة من المحسوبين على الحزب تغلغلا في مفاصل الدولة.
وأوضح الجلاصي، الأربعاء، في تصريح له على إذاعة "إم أف أم" أن الشراكة بين حزبي "النهضة" و"النداء" تقتضي قدرا من الثقة، مضيفا، "ما نخدموش مخاخنا على بعضنا" (لا نتذاكى على بعضنا)، في إشارة إلى تكليف الشاهد برئاسة "النداء" بعد تكليفه برئاسة الحكومة.


وعبر الجلاصي، الذي شغل منصب نائب رئيس "النهضة" سابقا والمحسوب على "صقور الحركة"، عن قلقه من تغول "نداء تونس" من خلال تركيز السلطات الثلاث في يده، "مضيفا أن "ما يدعو إلى الخشية أكثر هو التسميات من داخل نداء تونس التي طغت على تشكيل حكومة الشاهد على غرار خطط كتاب الدولة والمستشارين".
وأضاف الجلاصي أن موضوع الصلاحيات تتجاوزه بكثير مسألة تعيين المحافظين، الذي جرى قبل أيام ولم تتحصل فيه "النهضة" إلا على مشاركة واحدة من بين 12 محافظة شملها التغيير الجزئي.
وحذر مما وصفه بـ"العودة إلى فترة ما قبل الثورة"، من خلال "ربط الحزب بالدولة وسيطرة حزب واحد على كامل مفاصلها"، معبرا عن تخوّفه من "استقواء النداء بالدولة لا فقط لضمان التسويات والترضيات وإنما أيضا لتحجيم النهضة"، على حدّ قوله.
وقال القيادي بالنهضة: "نحن طيبون لكننا لسنا أغبياء ولن نسمح بأن تؤثر الصراعات على الدولة"، لافتا إلى أن الأزمات المتتالية لـ"النداء" ساهمت بقدر كبير في قصور حكومة الحبيب الصيد وفشلها، مشيرا إلى أن "النداء" وحكومة الشاهد "يسيران على ما يبدو في النهج نفسه وهو ما سيعصف بمكسب الشفافية والديمقراطية الذي تراجع"، وفق تعبيره.
ورأى مراقبون أنّ تصريح الجلاصي إشارة واضحة إلى عودة "صقور النهضة" إلى الواجهة بعد أشهر قليلة على ابتعادها عن الأضواء وصومها عن التصريحات الإعلامية، إثر المؤتمر العاشر للحركة الذي جرى في مايو الماضي.