إعلان نصى هنا   Online Quran Classes   إعلان نصى هنا  
           
2016-08-29 11:40
حساسية الطعام


من المعروف أن جهاز المناعة يحافظ لنا على صحتنا من خلال محاربة الإصابات الميكروبية وحماية الجسم من أي مخاطر تهدد سلامته وسلامة وظائفه. تحدث حساسية الطعام عندما يبالغ جهازنا المناعي في رد فعله تجاه أطعمة معينة أو بعض مكوناتها، فيتعامل معها على أنها أجسام وجزيئات غريبة تهاجم الجسم ويبدأ في محاربتها لحماية الجسم منها.
يكثر شيوع الحساسية بأنواعها في عائلات وأسر معينة، مما يوحي بعوامل وراثية متحكمة في الموضوع، لكن من المدهش كذلك أن تظهر الحساسية بشكل عشوائي منفرد مما يجعل من الصعب علينا التنبؤ بمن من أفراد الأسرة سيرث تلك الحساسية أو غيرها، أو فيما إذا كان الإخوة في أسرة ما سيعانون من نفس الأعراض جراء تلك الحساسية أم لا.

كيف تظهر علينا حساسية ضد طعامٍ ما؟ ماهي الأعراض؟

تتراوح أعراض حساسية الطعام من أشياء بسيطة إلى أعراض شديدة ومؤثرة قد تهدد حياة المريض، ولا يمكننا أن نفترض لمجرد أن أول ظهور للحساسية كان بأعراض خفيفة أن المرات القادمة ستكون بدرجة مشابهة، فالطعام الذي يثير أعراضاً بسيطةً جداً عند التعرض له لأول مرة قد ينتج عنه أعراض سيئة للغاية في مرة أخرى، حتى وإن تساوت المرتان في شدة وكثافة التعرض ونوعه.
من أشد أعراض حساسية الطعام حدوث الصدمة التحسسية (anaphylactic shock) والتي تتمثل في حدوث تفاعل جسماني عام يحدث خلاله هبوط في ضغط الدم، ضيق في الشعب الهوائية يصاحبه صعوبة في التنفس وقد يتطور إلى تباطؤ في إيقاع ضربات القلب مما يؤدي لفقدان الوعي وربما يهدد حياة المريض. مما يجب التنبه له أن الصدمة التحسسية غالباً ما تكون سريعة الحدوث فقد لا يستغرق الأمر دقائق معدودة عقب تناول الطعام المسبب للحساسية ومن ثم تظهر الأعراض الخطيرة في تلاحق يستوجب التدخل السريع وحقن المريض بمادة الأدرينالين لوقف التدهور وإنقاذ حياته.
تتسبب الأطعمة الآتي ذكرها في حوالي 90% من النوبات التحسسية العنيفة:
البيض
الحليب
الفول السوداني
السمك
المحار والقواقع وما يشابهها
الصويا ومشتقاتها
كذلك، فإن تناول بعض أنواع الحبوب يسبب حساسية لدى البعض كذلك، ومنها على سبيل المثال السمسم والخردل (المسطردة) مما يجعل الأطعمة المحتوية على أي منهما ذات خطورة لدى المصابين بالحساسية في بعض البلدان.

قد تشمل أعراض الحساسية كلاً من:
– الجلد
– الجهاز الهضمي
– الأوعية الدموية
– الجهاز التنفسي
ويظهر تأثر تلك الأجهزة على النحو التالي:

– قيء وتقلصات معوية مصحوبة بغثيان
– طفح جلدي
– أزمات ربوية
– ضيق في التنفس
– سعال متكرر
– صدمة أو هبوط في الدورة الدموية
– صعوبة في البلع مع حدوث بحة في الصوت
– تورم في اللسان مما يشكل صعوبة في الكلام
– نبض ضعيف
– شحوب أو زرقة في الجلد
– دوار أو فقدان للوعي
غالبية أعراض حساسية الأطعمة تحدث خلال ساعتين من تناول الطعام المتسبب، والأكثر شيوعاً أن تظهر الأعراض خلال دقائق. قد يتأخر ظهور الأعراض في بعض الحالات النادرة خاصةً في حساسية الأطفال. كذلك تظهر الحساسية متأخرة في متلازمة التهاب الأمعاء والقولون الناشئة عن تناول بروتينات الطعام (Food Protein-induced enterocolitis syndrome) والتي تظهر خلال ساعتين إلى ست ساعات عقب تناول الحليب، الصويا، وبعض الحبوب والأطعمة الصلبة.
تحدث متلازمة الحساسية تلك في الأطفال الصغار عند تناولهم تلك الأطعمة للمرة الأولى أو أثناء مرحلة الفطام. في تلك المتلازمة يعاني الطفل من قيء متواصل قد يؤدي إلى الجفاف، وقد يعاني بعض الأطفال من إسهال دموي. لسوء الحظ، غالباً ما يشخص هذا النوع من الحساسية على أنه التهاب فيروسي بالأمعاء مما يؤخر التشخيص الصحيح ووصف العلاج المناسب، فهذه المتلازمة حالة خطيرة تستوجب العلاج بالمحاليل الوريدية فوراً.
كثيراً ما يعاني بعض الأشخاص من حكة والتهاب في الفم والحلق بعد تناول أنواع من الفواكه أو الخضراوات فيما يعرف بمتلازمة حساسية الفم (Oral Allergy Syndrome)، ويعتقدون خطأً أنهم يعانون من حساسية تستوجب الامتناع عن تناول تلك الأنواع، بينما تتلخص المشكلة في وجود بعض حبوب اللقاح المثيرة للحساسية على سطح الفاكهة أو الخضار والتي تتلاشى تماماً في حال طهي الطعام أو تعريضه للحرارة.
بمجرد تشخيص حساسية الطعام، يصبح الحل هو تجنب تناول الطعام المثير للحساسية.

ماهي الأطعمة المشهورة في تحفيز الحساسية؟
تشتهر هذه الأطعمة بإثارة الحساسية لدى الأطفال:
الحليب
البيض
الفول السوداني
من الشائع أن يكبر الأطفال ليتجاوزوا مرحلة الحساسية خاصةً فيما يتعلق بحساسية الحليب والبيض، بينما تستمر الحساسية ضد الفول السوداني والمكسرات الأخرى لفترات طويلة.

أما مثيرات الحساسية لدى البالغين فتتركز في الآتي:
حبوب لقاح الفاكهة والخضراوات (تسبب متلازمة حساسية الفم)
الفول السوداني والمكسرات
السمك والمحار

يلاحظ أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية لنوع معين من الطعام قد يعانون من حساسية للأطعمة ذات الطبيعة المشابهة للنوع الأساسي، فمثلاً أولئك الذين يعانون من حساسية ضد الجمبري قد يعانون من حساسية ضد الكابوريا أو سرطان البحر.
تشخيص حساسية الأطعمة

نظراً لتعدد مظاهر حساسية الطعام، وتفاوت شدتها من شخص لآخر ومن نوبة لأخرى في نفس الشخص، يجب السعي لتشخيص الحساسية وتحديد نوع الطعام المحفز لحدوثها، وذلك تفادياً لحدوث رد فعل تحسسي مفاجئ قد يصل في أي وقت لمستوى الصدمة التحسسية المهددة للحياة.
بالرغم من إمكانية حدوثها في أي مرحلة عمرية، إلا أن أغلب أنماط حساسية الطعام تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة. إذا أثارت الأعراض شكوكك في وجود حساسية لنوع ما من الأطعمة، استشر طبيب أمراض الحساسية والمناعة، وسيقوم بمراجعة التاريخ المرضي للأسرة والشخص المصاب، وسيحدد نوع الاختبارات المعملية التي يجب عملها حتى يتأكد من وجود حساسية أطعمة من عدمه.
من الأسئلة الهامة التي سيهتم الطبيب بمعرفة إجابتها:
ما الذي أكلته وبأي كمية؟
ما الوقت الذي استغرقه ظهور الأعراض (منذ توقيت تناول الطعام لآخر مرة)؟
ما هي الأعراض التي أصبت بها وكم من الوقت استمرت؟؟

سيصف لك الطبيب مجموعة من اختبارات الدم والختبارات الجلدية المسؤولة عن الكشف عن وجود أجسام مضادة للحساسية، كما يتم فيها تحديد المواد المحفزة للحساسية (وما الذي تدخل في تكوينه من أطعمة)
في الاختبار الجلدي، يتم حقن كمية ضئيلة جداً من مجموعة متعددة من المحفزات الموجودة في الطعام بأنواعه في سمك الجلد بالذراع أو الظهر، ومراقبة الجلد لاكتشاف حدوث تورم واحمرار في مكان حقن المادة أو المواد المتسببة في الحساسية وبذلك يتم التعرف على ما يجب تجنبه من أطعمة محتوية على تلك المواد.
وفي حال عدم الحصول على نتائج حاسمة لاختبارات الدم والجلد، يتم عمل تحفيز فعلي للحساسية تحت مراقبة الطبيب بتناول مية محدودة من الأطعم ومراقبة حدوث أي ردود أفعال وتوصيفها وتحديد المسبب لها. ولوجود درجة من الخطورة في هذا الاختبار يجب عمله تحت مراقبة الطبيب وفي مكان يسهل فيه الوصول للأدرينالين وأدوات الإسعاف القلبي حال حدوث صدمة تحسسية

هل هناك علاج؟

العلاج الأول والأيسر هو تجنب نوع الطعام أو مكونات الطعام المسببة للحساسية، ويلاحظ هنا أن بعض مكونات الطعام قد تون غير ظاهرة، لهذا تنص قوانين منظمة الأغذية لى ذكر مكونات الأغذية المصنعة بوضوح، وتحديد وجود مكونات معينة بشكل واضح على العبوة الخاصة بالطعام المحفوظ أو المصنّع، هذه المكونات هي: الحليب، البيض، القمح، الصويا، الفول السوداني، الأسماك والقشريات البحرية، حتى لو وجدت على سبيل النكهة أو التتبيل.
قد لا يكون الأمر بهذه السهولة، خاصة مع وجود المطاعم وخيارات تناول الأطعمة الجاهزة أو الوجبات خارج المنزل بدون معرفة مكوناتها تفصيلياً.
أما في حال ظهور أعراض الحساسية، فالعلاجات قائمة على تخفيف الأعراض والتخلص من تأثيراتها غير المرغوب فيها. أما أهم العلاجات وأكثرها ضرورة هو علاج الصدمة التحسسية، وهو الأدرينالين، الذي يمكنه إنقاذ حياة المصاب في حال ظهور أعراض تلك الصدمة، خاصة أنها من الأعراض سريعة الحدوث شديدة الخطورة. وقد تم مؤخراً استحداث محقن مجهز بجرعة أدرينالين خاصة بالكبار أو الصغار وذلك لاستخدامه بالمنزل مع المرضى المعروفين بتعرضهم لمصادر لا مفر منها للحساسية، وذلك لتجنب التأخير الذي قد يحدث بين موقع التعرض ومكان أقرب مستشفى أو مركز إسعاف.
ينصح باستخدام الأدرينالين في حال الشعور بالأعراض الآتية:
– صعوبة التنفس
– كحة متواصلة
– ضعف النبض
– طفح جلدي أو تورم مفاجئ
– الإحساس بالاختناق أو ضيق الحلق
– صعوبة في البلع
أي مجموعة من الأعراض السابقة حين تكون مصحوبة بقيء إسهال أو آلام في البطن
قد يحتاج الأمر لأكثر من جرعة من الأدرينالين، وربما يستوجب الذهاب لمركز إسعاف أو مستشفى، وفي تلك الحالة يجب إبلاغ الطبيب أو المسعف أنه تم أخذ جرعة أدرينالين أو أكثر لتحديد الاحتياج لجرعات إضافية من عدمه.
في حال الشك في مدى الاحتياج للأدرينالين، يفضل إعطاؤه كذلك، فالفوائد المتحققة من أخذ الأدرينالين أكثر بكثير من أي أعراض جانبية قد يتسبب فيها.


 



خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google




قريبا

         
                     
    اعلان نصى هنا Online Quran Classes   اعلان نصى هنا