Tweet

انه من المنصف فقط أن نقول بأنه على مدار الفترة الماضية و مع بداية بزوغ فجر جديد للهواتف المحمولة بظهور الهاتف الذكي بمفهومه الحديث, لم تقدم لنا نوكيا الكثير من المنتجات المبهرة التي خطفت اليها الأنظار. ربما تكون الشهور الماضية قد بدأت تشهد محاولات حثيثة و جادة من جانب هذا العملاق الفنلندي للعودة الى ساحة المنافسة من جديد خاصة مع البدأ في تقديم هواتف ويندوز فون إلا أنني أجد هذا الهاتف الذي نخضعه للاختبار اليوم – نوكيا بيور فيو 808 – أحد أبرز إنجازات نوكيا في فترة لم نرى فيها الكثير من جانب من توج ملكا على عرش الهواتف المحمولة لسنوات متصلة, و ليست العبرة هنا بنجاح الهاتف في تحقيق مبيعات هائلة و انتشار متسع من عدمه و لكن العبرة هنا بالعودة الى الإبتكار متمثلة في هذا الهاتف الذي يعد الأول من نوعه في العالم الذي يقدم كاميرا رقمية ببهذة الدقة العالية, فمتى ما غاب الإبتكار عن شركة ما فالمستقبل يصبح غائما لا محالة.



التصميم و البنية:

عودة الى الهاتف Nokia Pureview 808 و الذي يأتي ببناء محكم يستحق التقدير, الجهة الأمامية تعتليها شاشة زجاجية تحتل الجهة الأمامية للهاتف بالكامل باستثناء الزر العرضي الذي يعمل كثلاثة أزرار و المصنوع من البلاستيك, الأزرار الثلاثة تضئ فقط عند استخدام الهاتف و عند الحاجة و تحتفي في بقية الأوقات ما يعطي للهاتف من الأمام ذلك المظهر المصمت المريح للعين, من الخلف جاءت الكاميرا الرقمية المتقدمة على حساب تحقيق المظهر المثالي فخلقت انبعاجا كبيرا بالأعلى كما أضافت الكثير الى وزن الهاتف و الأهم الى توزيع وزن الهاتف, فالهاتف ثقيل من الأعلى جهة وجود الكاميرا خفيف من الأسفل. و في حين يبدو هذا الوصف سيئا من استخدام الكلمات إلا أنني لا أبدي كثيرا من الإعتراض على هذة الخيارات التصميمية ربما يعدو ذلك الى كوني حين أتجه الى الحكم على تصميم هذا الهاتف لا أجد حسي يميل الى أن أقارنه بالهواتف الذكية المنتشرة هذة الأيام, فأنا لسبب ما لا أتصور أن يبدو هذا الهاتف شبيها بالهواتف الذكية المعتادة ذات التصميم النحيف المستوي, لسبب ما أجدني أميل الى أن أراه أكثر تشبها بالكاميرات الرقمية الشخصية, ربما هو مجرد إحساس شخصي و لكن بأي حال فأنا أجد التصميم مناسب لطبيعة الPureview 808 و لكنه بكل تأكيد ليس التصميم الذي تبحث عنه في هاتف محمول مريح.



مواصفات فنية:

بادئ ذي بدء, يضم الهاتف كاميرا رقمية بدقة 41 ميجا بكسل, بعدسة من كارل زيس, فلاش زينون, فتحة العدسة f2.4 و الكاميرا قادرة على التقاط الفيديو عالي التحديد 1080p بمعدل 30 لقطة في الثانية.

الذاكرة الداخلية للهاتف بسعة 16GB قابلة للزيادة باستخدام بطاقات الذاكرة, و من التقنيات اللاسلكية زودت نوكيا الجهاز بيور فيو 808 بتقنية التواصل قريبة المدى NFC التي برعت فيها الشركة بشكل واضح مؤخرا عبر توفير عدد كبير من الملحقات المتوافقة معها و التي تمكنك على سبيل المثال من تشغيل الملفات الصوتية لاسلكيا عبر مكبرات صوت تدعم الNFC و غيرها من الملحقات, كما توفر نوكيا بشكل افتراضي عدد من التطبيقات و الألعاب التي تعتمد على التواصل بين هاتفين نوكيا عبر الNFC. الجهاز لا يزال يحتفظ بالجيل الثالث من تقنية البلوتوث و هو ما يبدو لي متأخرا مقارنة بهواتف الجيل الحالي التي باتت تستخدم الجيل الرابع من البلوتوث.

الهاتف مزود بمنفذ microHDMI ما يجعله من السهل توصيله بشاشات العرض كبيرة الحجم كما أن نظام التشغيل معد جيدا للتعامل مع هذا الوضع.

يقدم الهاتف Pureview 808 واحدة من أنقى التجارب الصوتية عند إجراء المكالمات الهاتفية التقليدية على الجانبين, لا أدري على وجه الدقة إذا ما كان الأمر يرجع الى آلية استقبال إرسال الهاتف أم الى تقنية التقاط و نقل الصوت و لكن الخلاصة هو أنه في ذات الأماكن في الوقت الذي يقدم فيه هاتف مثل الآي فون 4S تجربة صوتية متواضعة أجد هذا الهاتف من نوكيا يقدم صوت نقي و شديد الوضوح.



شاشة العرض:

آثرت أن أفرد لشاشة عرض الهاتف Pureview 808 مساحة خاصة نظرا لتميزها الملحوظ, شاشة العرض AMOLED بقياس 4 إنشات و هي مزودة بتقنية Clear Black التي جاءت آثارها شديدة الوضوح. فبخلاف تباين الألوان الرائع, أعجبت بشكل شخصي و بشدة بدرجة اللون الأسود التي تستطيع هذة الشاشة أن تقدمها الى المدى الذي يصبح معه من الصعب التفرقة بين اللون الأسود على الشاشة و الإطار الزجاجي الأسود المحيط بها. تقديرك لدقة اللون الأسود في هذة الشاشة سيزداد عندما تستخدم حافظة الشاشة الافتراضية و التي تظهر في صورة ساعة بخطوط بيضاء في منتصف شاشة العرض التي يغلب عليها السواد.



نظام التشغيل:

يعمل الهاتف بنظام التشغيل Symbian Belle و هو ما يعد سقطة كبيرة في حق هذا الهاتف إذا ما أردت أن تراه كهاتف, أما إذا ما أردت أن تغفر له ذلك فسيكفيك أن تراه ككاميرا رقمية مزودة بهاتف بسيط. و إن كنت بأي حال لا أزال لا أدري لماذا لم تستخدم نوكيا نظام التشغيل ويندوز فون مع هذا الهاتف.

النظام Symbian Belle يقدم تجربة استخدام محدودة, واجهة استخدام بدائية لا تختلف كثيرا عما عرفناه من نوكيا في عصورها الماضية, تطبيق الهاتف جيد و عدد التطبيقات الإفتراضية الإضافية جيدة كذلك في وجود حزمة تطبيقات Quick Office و مجموعة من تطبيقات ميكروسوفت المكتبية و لكن النظام بشكل عام يعاني من سقطات عديدة تتعلق بالثبات و الأداء و التنقل بين التطبيقات المفتوحة.

بعض اللمسات الجيدة التي أضافتها نوكيا تتضمن إمكانية تشغيل الفلاش كضوء ساطع بالضغط باستمرار على زر تفعيل الشاشة من وضع الثبات, كما أنني أعجبت كثيرا بآلية ظهور و اختفاء الأزرار الثلاثة الواقعة أسفل الشاشة بحسب الحاجة اليهم أثناء تصفح نظام التشغيل.

لوحة المفاتيح في الوضع الرأسي متعبة في الكتابة و يتحسن الوضع الى حد كبير عند استخدام الهاتف في الوضع الأفقي.



الكاميرا:

نعم, هي كاميرا رقمية تحمل بين طياتها هاتف محمول. انها الكاميرا الرقمية الأعلى دقة على الإطلاق في عالم الهواتف المحمولة الى اليوم بل و ربما في سوق الكاميرات الرقمية الشخصية كذلك. الهاتف Pureview 808 يحمل مستشعر بدقة 41 ميجا بكسل و لكن الصور الناتجة غالبا ما تكون بأبعاد أقل من ذلك, فالهاتف يعتمد تقنية ما يسمى بالEndless Zoom حيث يمكنك من التقاط الصورة بدقة 41 ميجا بكسل و من ثم التقريب الى التفاصيل بنفس الجودة و اقتطاع الجزء المطلوب من المشهد لتحصل على الصورة التي تريدها.

الهاتف يوفر إمكانية التحكم بعدد كبير من خواص التصوير, فيتيح لك 8 أوضاع تصوير مختلفة, إمكانية التحكم اليدوي و التلقائي في الWhite Balance و يقدم لك 3 أنماط تصوير قابلة للتخصيص يمكنك حفظها بشكل مستقل لاعادة استخدامها لاحقا, كما يقدم الهاتف إمكانية التقاط اللقطات المتتابعة و كذلك تطبيق للتعديل على الصور بعد التقاطها.

تباين الألوان و وضوح الصورة تتفوق على أي هاتف ذكي آخر اختبرته خلال السنوات القليلة الماضية, و الفارق كما تظهره اللقطات التالية بين الiPhone 4S و هاتف نوكيا بيور فيو 808 …