Tweet

رصد الكاتب والباحث الأكاديمي، عبد الفتاح ماضى، الأستاذ الزائر بمركز ودرو ويلسون بواشنطن، خمسة أسباب قاتلة صدرت عن القوى الغربية، وهي التي تسببت في التفجيرات التي ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل أمس الثلاثاء.
وقال ماضي، في مقال له بعنوان " تفجيرات بروكسل والأخطاء الخمسة القاتلة" بموقع "الجزيرة نت"، إن الحقيقة التي لا يريد الغربيون سماعها هي أن تصاعد الموجة الحالية للعنف جاء في أعقاب إجهاض الثورات العربية من أجل الديمقراطية وبعد اتساع الحرب السورية.
ورصد ماضي، نقلا عن جريدة النيويورك تايمز الأميركية، وقوع 87 هجوما مسلحا نُسب إلى تنظيم الدولة، أو لجهة تحركت بوحي من التنظيم، خلال الفترة من سبتمبر 2014 وحتى تفجيرات بروكسيل الأخيرة في 22 مارس، موضحا أن من هذه الهجمات 22 في أوروبا و6 في أميركا الشمالية و2 في أستراليا، أما البقية (57 عملا) فقد تمت في دول إسلامية وخاصة في ليبيا ومصر واليمن.
وأشار ماضي إلى أن معظم الشعوب العربية ظلت تناضل سلميا منذ عقود من أجل تغيير نمط الحكم المستبد المدعوم من الغرب والشرق، واستطاعت في 2011 إسقاط أربعة رؤساء فاسدين، وكانت هذه الشعوب تتطلع إلى أن ترفع القوى الغربية الفيتو المفروض من طرفها على حق شعوب المنطقة في التحرر.
وأوضح ماضي أن الثمن التي تدفعه المنطقة بعد احتراقها في أعقاب إجهاض ثوراتها وتحويل نضال شعوبها من أجل الحرية والكرامة إلى حرب على ما يسمى "الإرهاب" أكبر بكثير من الثمن التي يدفعه الغرب من ألسنة الحرائق التي وصلت إليه.
وأكد ماضي أن الجزء الأكبر من المسئولية تتحمله القوى الغربية الديمقراطية، مشيرا إلى أنها ارتكبت خمسة أخطاء قاتلة على الأقل.
وقال ماضي إن العامل الأول هو الوقوف ضد الثورة السورية السلمية وعدم بذل الجهد اللازم لوقف اعتداءات النظام على الثورة بالطائرات والدبابات وترك الساحة السورية تتحول إلى حرب إقليمية ودولية.
وأضاف ماضي أن العامل الثاني هو دعم الثورة المضادة في مصر والتغاضي عن كل الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها النظام منذ 3 يوليو 2013 وحتى اليوم.
ولفت ماضي إلى العامل الثالث وهو ما تقوم به دوائر رسمية وبحثية في الغرب من إعادة الروح لنظريات الاستثناء العربي، ووضع الإسلاميين كلهم في سلة واحدة والمساواة عمليا بين القوى الإسلامية السلمية التي تناضل من أجل التغيير والقوى العنيفة التي ترفع السلاح.
وتابع الباحث السياسي أن الخطأ الرابع هو الاستمرار في تسليح المنطقة بشكل جنوني، بينما الحروب تشتعل في عدة دول عربية.
وأردف الكاتب أن الخطأ الخامس هو الاستمرار في دعم دولة الاحتلال الإسرائيلي وتجاهل الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، بل وهناك اتجاه محموم في الغرب للترويج بأن الشعوب العربية ما عادت تولي هذه القضية أية أهمية.
وخلص الكاتب في نهاية مقاله إلى أن تداعيات هذه الأخطاء الغربية القاتلة تداعيات جسيمة، وتؤكد تحمل العواصم الغربية جزءا كبيرا من مسؤولية ألسنة النار التي تصل للأبرياء في تلك العواصم.