Tweet

قال المحلل المتخصص فى الشأن الإيراني محمد السلمي إن نظام ولاية الفقيه الحاكم لإيران يحتقر الشعوب غير الفارسيىة

وأضاف فى مقال بصحيفة الوطن بعنوان نظام ولاية الفقيه يحتقر الشعوب فى إيران " أنه منذ انتصار الثورة عام 1979، قامت الدراما ووسائل الإعلام الإيرانية بتوظيف الأبعاد المختلفة للتأثير على الرأي العام، والثقافة الجماهيرية، وفقا للإطار السياسي الإيراني الخاضع لأيديولوجيا ولاية الفقيه وأصبح المواطن من الشعوب غير الفارسية في إيران مواطنا من الدرجة الثانية، إذ يعاني أبناء هذه الشعوب من الاضطهاد والحرمان والتمييز العنصري، على المستويات التعليمية والثقافية والتاريخية والدينية والأدبية.
مضيفا أنه لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تجاوز إلى احتقارهم وإهانتهم على المستوى الفني والإعلامي الرسمي.

ورأي أن السبب يكمن في سيطرة فئة قليلة من الشعب الإيراني على مقدرات البلاد، وتتحكم في السياسات الداخلية والخارجية، كما نقلت وسائل الإعلام المحلية الرسمية من وسيلة لكل أطياف المجتمع ومكوناته إلى إعلام يتحدث باسم أثنية محددة، ليس ذلك فحسب، بل ويمارس كثير من أفرادها -خاصة من يتسنم منهم المناصب العليا- العنصرية بشكل مباشر وغير مباشر ضد بقية السكان.

وتابع : قامت القناة الإيرانية الرسمية الثانية ببث حلقة من برنامج "فيتليه" التلفزيوني، عرض فيها كثير من الإهانات والسخرية من القومية الآذرية في إيران التي تمثل قرابة 24% من مجموع السكان، والإشارة إلى أنهم أجانب يحتاجون إلى مترجم في العاصمة طهران، علاوة على وصفهم بالأغبياء الذين لا يفرقون بين فرشاة الأسنان وأدوات تنظيف الحمامات وأدي هذا التوجه العنصري إلى موجة من الاعتراضات ومسيرات الغضب بين الشعب الآذري، قاد إلى مصادمات بين الحرس الثوري وقوات البسيج، والمتظاهرين وسارعت وسائل الإعلام المحلية في إيران إلى اعتبار هذا الحدث سهوا وغير متعمد، مبينة أنه تم إرسال خطاب توبيخ إلى نائب مدير البرامج الذي يعدّ المشرف العام على البرامج.

وأشار إلي أن الشعب العربي في الأحواز "عربستان" تعرض أيضا لكثير من المضايقات والإهانات، بسبب انتمائه العرقي، إذ قامت سلطات الأمن الإيرانية قبل أشهر عدة باعتقال مئات الأحوازيين بسبب ارتدائهم الزي العربي خلال مباراة كرة قدم جمعت فريق "فولاذ" المحلي بفريق الهلال السعودي كما يتم إطلاق النكت على الأحوازيين ويتم السخرية من لهجتهم عندما يتحدثون باللغة الفارسية.
وأردف : تتكرر استفزازات الحكومة المركزية في طهران للشعوب غير الفارسية والأقليات الدينية والمذهبية، الأمر الذي يؤكد على مدى تجذّر مشكلة التصنيفات والطبقية في المجتمع الإيراني، مدعومة بسياسة أيديولوجية وفئوية ومناطقية واضحة، تضع جزءا من مكونات المجتمع في مكانة عالية ومرموقة على حساب بقية الأطياف، مما يقود في نهاية المطاف إلى ترسخ العداء والبغضاء بين المكونات المحرومة تجاه الأقلية التي تعبث بمقدرات وثروات تلك الشعوب من جانب، ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية من جانب آخر وسيستمر هذا الوضع ما استمرت الرؤية الحالية القائمة على تهميش نصف الشعب، وممارسة العنصرية ضده على المستوى الرسمي والإعلامي والثقافي والديني.