Tweet

ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في تقرير لها أن تأثير القرار الذي قادته السعودية بتجاهل رفع أسعار النفط والحصول على عائدات على المدى القصير في مقابل التمتع بحصة طويلة الأمد في سوق النفط يشعر به في أنحاء العالم، خاصة بالولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي أنتجت فيه المملكة أكثر من 10 ملايين برميل من النفط يومياً خلال معظم العام الجاري، واجهت شركات النفط الصخري الأمريكي مشكلات مالية، بعدما شهدت تلك الصناعة طفرة كبيرة في سوق النفط خلال العقد الماضي.
وأضافت أن السياسة النفطية السعودية جعلت الحكومة الأمريكية تتوقع انخفاض معدلات الإنتاج‏ النفطي لديها -التي ارتفعت بنحو مليون برميل يومياً كل عام منذ 2012م- من 9.3 مليون برميل يومياً في 2015م إلى 8.9 مليون برميل العام المقبل.
ونقلت عن محللين أن صناعة النفط الصخري الأمريكي تحتاج لأن يصل سعر البرميل على الأقل إلى 80 دولارا من أجل زيادة النمو الإنتاجي، وسط توقعات بانخفاض الأسعار بشكل كبير جداً مستقبلاً، بحسب تواصل.
وتحدثت الصحيفة أن تأثير قرار الرياض بالاستمرار في الإنتاج‏ بمعدلات عالية بدأ يؤتي ثماره، حيث تلوح في الأفق بوادر إفلاس شركات أمريكية تعمل في قطاع النفط الصخري، فضلاً عن شركات أخرى حول العالم.
وأبرزت الصحيفة توقعات وكالة الطاقة الدولية بانخفاض إنتاج‏ النفط خارج منظمة أوبك بما يقرب من 500 ألف برميل يومياً خلال العام المقبل، وهو أكبر انخفاض منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وذلك بفعل السياسة النفطية السعودية.
وتوقعت الوكالة أن تتحمل صناعة النفط الصخري الأمريكي 80% من هذا الانخفاض الذي سيصيب كذلك بريطانيا وروسيا ودول أخرى.
وأكد خبراء ومحللون أن المملكة ربما تتأثر على المدى القصير بتلك السياسة التي ستؤدي إلى انخفاض عائدات النفط والاحتياطي من العملة الأجنبية لكنها ستستفيد في النهاية ولديها القدرة والإمكانات للتعامل مع الوضع.