Tweet

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن أزمة اللاجئين تهدد قدرة الاتحاد الأوروبي على التوافق بشأن أكثر القضايا إثارة للانقسام تواجه الاتحاد منذ سقوط الشيوعية، وأن بوادر الانقسام بدت واضحة إثر اعتراض بعض شرق أوروبا على قبول اللاجئين في أراضيها.
وبعد أن صوت الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء ، على توزيع 120 ألفاً من طالبي اللجوء بين الدول الأعضاء، جعل ذلك من وحدة أوروبا على المحك في مواجهة أكبر حركة للاجئين في القارة منذ الحرب العالمية الثانية، وكان التصويت على القرار بمثابة أمر قسري بسبب التصويت بالأغلبية رغم الاعتراضات المتكررة والمريرة من قبل أربعة من دول أوروبا الشرقية، الأمر الذي يشي بانقسامات آخذة بالاتساع، وفقاً للصحيفة.
وقد وصل ما يقرب من نصف مليون من المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا هذا العام، وفقاً لمفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع، في ظل عدم وجود أمل في نهاية قريبة للصراع الدائر حالياً في منطقة الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن جان إسيلبورن، وزير خارجية لوكسمبورغ قوله: "كنا نفضل أن يكون الأمر بتوافق الآراء، لكننا لم نتمكن من تحقيق ذلك، لكن حتى الدول التي صوتت ضد توزيع طالبي اللجوء؛ وهي جمهورية التشيك والمجر ورومانيا وسلوفاكيا، يجب أن تمتثل للقرار، ليس لدي أي شك في أنها سوف تنفذ هذه القرارات بشكل تام".
لكن، وكما ترى الصحيفة، فإن تهديد رئيس وزراء سلوفاكيا المباشر بتحدي القرار، كان دليلاً على عدم قدرة الاتحاد على تنسيق سياساته بما فيه الكفاية، كما يبدو ذلك واضحاً خلال أزمة طويلة على اليورو والديون في اليونان.
وتفيد الصحيفة بأن استجابة أوروبا لأزمة اللاجئين أثارت حتى الآن تساؤلات عميقة حول فشل المبادئ الأوروبية التي قام عليها الاتحاد منذ أكثر من 20 عاماً، الأمر الذي يهدد سمعة الاتحاد الأوروبي مع انقسامات حادة بين الدول الأعضاء والشكوك المستمرة حول الاستدامة الاقتصادية اليونانية.
كما أوردت الصحيفة عن السفير الإيطالي السابق في الاتحاد الأوروبي قوله: إن "أزمة اللاجئين أكثر خطورة من الدراما اليونانية وأكثر خطورة من أزمة اليورو، لأنه يتحدى الإنجازات والمعتقدات الأوروبية الأساسية، والانقسامات قد تكون أعمق".