Tweet

أكد مصدر أمني موريتاني أن السلطات الموريتانية اتخذت جملة من الإجراءات لتشديد الرقابة الأمنية على المدارس القرآنية بموريتانيا، التي تُعرف محليا ب”المحاظر” وذلك لرصد سلوك الطلبة الأجانب الدارسين فيها.
وأضاف ذات المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريحات لمراسل الأناضول، اليوم الجمعة، أن الإجراء يأتي ضمن التعاون الإستخباراتي الفرنسي- الموريتاني الهادف إلى معرفة سلوك الفرنسيين الجدد حديثي عهد بالإسلام وتمييز ذوي الميول “الجهادية” عن غيرهم، حسب ذات المصدر.
وكانت صحيفة “لوتانتيك” الناطقة باللغة الفرنسية، ذكرت في عددها اليوم الجمعة، أن السلطات الأمنية تحضر لعملية إحصاء للأجانب المقيمين بهذه المدارس القرآنية وإخضاعهم للتحقيق، معتبرة أن دولا غربية باتت تنظر إلى الطلبة الأجانب خريجي هذه المدارس كمشاريع “جهاديين”.
وذكر ذات المصدر أن الاهتمام الأمني الفرنسي بموريتانيا “يُغذيه تحول المحاظر الموريتانية إلى قبلة وحاضنة للمجاهدين، خاصة من الفرنسيين حديثي العهد بالإسلام”، مشيرا إلى أن بعض المواطنين الفرنسيين اللذين ينشطون مع الجماعات الإسلامية بسوريا مروا بالمحاظر الموريتانية.
وكشفت عن تقديم وزارة الداخلية الفرنسية عبر إدارة التعاون الدولي، في وقت سابق، لمبلغ 415 ألف يورو لموريتانيا كمساعدات لدعم قدرات المصالح الأمنية الموريتانية، كما ذكر أن فرنسا منحت سلطات نواكشوط مبلغ 231 ألف يورو لتعزيز الرقابة على المناطق الحدودية الشرقية والجنوبية من البلاد لعام 2014.
وأولت فرنسا أهمية كبيرة لموريتانيا في السنوات الأخيرة خاصة في المجال الأمني، وذلك بعد حادثة مقتل السياح الفرنسيين في 27 ديسمبر/كانون أول 2007 بمدينة ألاك، وحادثة محاولة تفجير السفارة الفرنسية سنة 2011.
وتميز العام الماضي بتركيز الاهتمام الفرنسي على الملف الأمني بموريتانيا، حيث وقع الجانبان في مارس/ آذار 2014 اتفاقية للتعاون المشترك بين البلدين في مجالات الأمن، ومحاربة الإرهاب.
وتعتبر هذه الاتفاقية أول اتفاقية يتم توقيعها بين موريتانيا وفرنسا بهذا المستوى.